لماذا سميت بسورة الليل


نسبة للآية الأولى من السورة :
" و الليل إذا يغشى "
سميت سورة الليل لأنها تبدأ بقسم الله تعالى بالليل إذا يغشى .

قوله تعالى: «و الليل إذا يغشى» إقسام بالليل إذا يغشى النهار على حد قوله تعالى: «يغشى الليل النهار»: الأعراف: 54، و يحتمل أن يكون المراد غشيانه الأرض أو الشمس.
قوله تعالى: «و النهار إذا تجلى» عطف على الليل، و التجلي ظهور الشيء بعد خفائه، و التعبير عن صفة الليل بالمضارع و عن صفة النهار بالماضي حيث قيل: «يغشى» و «تجلى» تقدم فيه وجه في تفسير أول السورة السابقة.
قوله تعالى: «و ما خلق الذكر و الأنثى» عطف على الليل كسابقه، و «ما» موصولة و المراد به الله سبحانه و إنما عبر بما، دون من، إيثارا للإبهام المشعر بالتعظيم و التفخيم و المعنى و أقسم بالشيء العجيب الذي أوجد الذكر و الأنثى المختلفين على كونهما من نوع واحد.
و قيل: ما مصدرية و المعنى و أقسم بخلق الذكر و الأنثى و هو ضعيف.
و المراد بالذكر و الأنثى مطلق الذكر و الأنثى أينما تحققا، و قيل: الذكر و الأنثى من الإنسان، و قيل: المراد بهما آدم و زوجته حواء، و أوجه الوجوه أولها.
قوله تعالى: «إن سعيكم لشتى» السعي هو المشي السريع، و المراد به العمل من حيث يهتم به، و هو في معنى الجمع، و شتى جمع شتيت بمعنى المتفرق كمرضى جمع مريض. أى أن سعيكم أيها البشر مختلف الأنواع و الأغراض و النتائج و الخطط ، فى كافة المجالات .
و الجملة جواب القسم و المعنى أقسم بهذه المتفرقات خلقا و أثرا أن مساعيكم لمتفرقات في نفسها و آثارها فمنها إعطاء و تقوى و تصديق و لها أثر خاص بها، و منها بخل و استغناء و تكذيب و لها أثر خاص بها.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لدى مدونة مستر ابوعلى| إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

تصميم : مستر ابوعلى