نسبة إلى الآية الأولى من السورة :
" و الذاريات ذروا "
سميت سورة الذاريات لابتدائها بقسم الله بالرياح المثيرة للتراب و الرمال ثم بالسحب الحاملة لثقل الماء، ثم بالسفن الجارية في البحار بيسر و سهولة ثم بالملائكة الذين يعملون بأمره فيقسمونه باختلاف مقاماتهم فإن أمر ذي العرش بالخلق و التدبير واحد فإذا حمله طائفة من الملائكة على اختلاف أعمالهم انشعب الأمر و تقسم بتقسمهم ثم إذا حمله طائفة هي دون الطائفة الأولى تقسم ثانيا بتقسمهم و هكذا حتى ينتهي إلى الملائكة المباشرين للحوادث الكونية الجزئية فينقسم بانقسامها و يتكثر بتكثرها.فالآيات تشير إلى عامة التدبير حيث ذكرت أنموذجا مما يدبر به الأمر في البر و هو الذاريات ذروا، و أنموذجا مما يدبر به الأمر في البحر و هو الجاريات يسرا و أنموذجا مما يدبر به الأمر في الجو و هو الحاملات وقرا، و تمم الجميع بالملائكة الذين هم وسائد التدبير و هم المقسمات أمرا.
أى أقسم بعامة الأسباب التي يتمم بها أمر التدبير في العالم أن ما توعدون من البعث و الحساب و الجنة و النار و أشراط الساعة صادق و غير كاذب .
و عن الفخر الرازي في التفسير الكبير، أن الأقرب حمل الآيات الأربع جميعا على الرياح فإنها كما تذرو التراب ذروا تحمل السحب الثقال و تجري في الجو بيسر و تقسم السحب على الأقطار من الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق