لماذا سميت بسورة الاعلى


نسبة للآية الأولى من السورة :
" سبح اسم ربك الأعلى "
سميت سورة الأعلى لأنها تبدأ بأمر الله لنبيه و للمسلمين جميعا بالتسبيح باسم الله : الأعلى ،

أمر بتنزيه اسمه تعالى و تقديسه، و إذ علق التنزيه على الاسم - و ظاهر اللفظ الدال على المسمى - و الاسم إنما يقع في القول فتنزيهه أن لا يذكر معه ما هو تعالى منزه عنه كذكر الآلهة و الشركاء و الشفعاء و نسبة الربوبية إليهم و كذكر بعض ما يختص به تعالى كالخلق و الإيجاد و الرزق و الإحياء و الإماتة و نحوها و نسبته إلى غيره تعالى أو كذكر بعض ما لا يليق بساحة قدسه تعالى من الأفعال كالعجز و الجهل و الظلم و الغفلة و ما يشبهها من صفات النقص و الشين و نسبته إليه تعالى.
و بالجملة تنزيه اسمه تعالى أن يجرد القول عن ذكر ما لا يناسب ذكره ذكر اسمه تعالى و هو تنزيهه تعالى في مرحلة القول الموافق لتنزيهه في مرحلة الفعل.
و قوله: «الأعلى» و هو الذي يعلو كل عال و يقهر كل شيء صفة «ربك» دون الاسم و يعلل بمعناه الحكم أي سبح اسمه لأنه أعلى.
و قيل: معنى «سبح اسم ربك الأعلى» قل: سبحان ربي الأعلى كما عن ابن عباس و نسب إليه أيضا أن المعنى صل.
و قيل: المراد بالاسم المسمى و المعنى نزهه تعالى عن كل ما لا يليق بساحة قدسه من الصفات و الأفعال.
و قيل: إنه ذكر الاسم و المراد به تعظيم المسمى و استشهد عليه بقول لبيد، إلى الحول ثم اسم السلام عليكما.
فالمعنى سبح ربك الأعلى.
و قيل: المراد تنزيه أسمائه تعالى عما لا يليق بأن لا يئول مما ورد منها اسم من غير مقتض، و لا يبقى على ظاهره إذا كان ما وضع له لا يصح له تعالى، و لا يطلقه على غيره تعالى إذا كان مختصا كاسم الجلالة و لا يتلفظ به في محل لا يناسبه كبيت الخلاء، و على هذا القياس و ما قدمناه من المعنى أوسع و أشمل و أنسب لسياق قوله الآتي «سنقرئك فلا تنسى» «و نيسرك لليسرى فذكر» فإن السياق سياق البعث إلى التذكرة و التبليغ فبدأ أولا بإصلاح كلامه (صلى الله عليه وآله وسلم) و تجريده عن كل ما يشعر بجلي الشرك و خفيه بأمره بتنزيه اسم ربه، و وعد ثانيا بإقرائه بحيث لا ينسى شيئا مما أوحي إليه و تسهيل طريقة التبليغ عليه ثم أمر بالتذكير و التبليغ فافهم.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لدى مدونة مستر ابوعلى| إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

تصميم : مستر ابوعلى