لماذا سميت بسورة الطارق


نسبة للآية الأولى من السورة :

" و السماء و الطارق "

سميت سورة الطارق لأنها تبدأ بقسم الله تعالى بالسماء و بالطارق الذى يوضح معناه فى الآية الثالثة بأنه النجم الثاقب ، لأن النجوم تنبض و تطلق ترددات تراها العين المجردة فكأنه طارق يطرق الباب ، و معنى الطارق الآتى ليلا أو النابض أو الثاقب الظلام بضوئه أو العالى .


الطرق في الأصل - على ما قيل - هو الضرب بشدة يسمع له صوت و منه المطرقة و الطريق لأن السابلة تطرقها بأقدامها ثم شاع استعماله في سلوك الطريق ثم اختص بالإتيان ليلا لأن الآتي بالليل في الغالب يجد الأبواب مغلقة فيطرقها و يدقها ثم شاع الطارق في كل ما يظهر ليلا، و المراد بالطارق في الآية النجم الذي يطلع بالليل.
و الثقب في الأصل بمعنى الخرق ثم صار بمعنى النير المضيء لأنه يثقب الظلام بنوره و يأتي بمعنى العلو و الارتفاع و منه ثقب الطائر أي ارتفع و علا كأنه يثقب الجو بطيرانه.
فقوله: «و السماء و الطارق» إقسام بالسماء و بالنجم الطالع ليلا، و قوله: «و ما أدراك ما الطارق» تفخيم لشأن المقسم به و هو الطارق، و قوله: «النجم الثاقب» بيان للطارق و الجملة في معنى جواب استفهام مقدر كأنه لما قيل: و ما أدراك ما الطارق؟ سئل فقيل: فما هو الطارق؟ فأجيب، و قيل: النجم الثاقب.
قوله تعالى: «إن كل نفس لما عليها حافظ» جواب للقسم و لما بمعنى إلا و المعنى ما من نفس إلا عليها حافظ، و المراد من قيام الحافظ على حفظها كتابة أعمالها الحسنة و السيئة على ما صدرت منها ليحاسب عليها يوم القيامة و يجزي بها فالحافظ هو الملك و المحفوظ العمل كما قال تعالى: «و إن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون»: الانفطار: 12.
و لا يبعد أن يكون المراد من حفظ النفس حفظ ذاتها و أعمالها، و المراد بالحافظ جنسه فتفيد أن النفوس محفوظة لا تبطل بالموت و لا تفسد حتى إذا أحيا الله الأبدان أرجع النفوس إليها فكان الإنسان هو الإنسان الدنيوي بعينه و شخصه ثم يجزيه بما يقتضيه أعماله المحفوظة عليه من خير أو شر.

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لدى مدونة مستر ابوعلى| إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

تصميم : مستر ابوعلى