لماذا سميت بسورة القلم


نسبة للآية الأولى من السورة :
" ن و القلم و ما يسطرون "
سميت سورة القلم ‏بهذا ‏الاسم ‏وهو آلة من آليات العلم و وسيلة من وسائله لأن ‏الله ‏سبحانه ‏وتعالى ‏أقسم ‏فيها ‏بأداة ‏الكتابة ‏وهى ‏ ‏" ‏القلم ‏‏" ‏ففضلت ‏السورة ‏بهذا ‏الاسم ‏تعظيما ‏للقلم ‏‏. وسميت بالقلم تبياناً لأهميته كوسيلةٍ من وسائل تحريك المعرفة عند الناس في ما ينتجونه من قضايا المعرفة بالله وبالكون وبالإنسان وبالحياة في آفاق العلم الذي يرتفع بالحياة إلى مستواها العظيم في القرب من الله.

{وَالْقَلَمِ} الذي يكتب به الناس {وَمَا يَسْطُرُونَ} أي وما يكتبون به من الشؤون المتعلقة بحياتهم الخاصة والعامة، في ما يحتاجون إلى توثيقه وتأكيده ليبقى أساساً للثبات في التزاماتهم وعلاقاتهم وأوضاعهم المتنوعة المرتكزة على بعض القضايا المتصلة بالمستقبل، في ما يجب أن يبقى شاهداً على كل تفاصيلها ومفرداتها.
كما يحتاجه الإنسان في كل قضايا المعرفة التي يتركها السابقون للاّحقين في ما يجعلونه منطلقاً لأفكار جديدةٍ، وقاعدةً لبناء ثقافيٍّ قويٍّ، ولتجربةٍ جديدةٍ تستلهم التجارب الماضية الباقية في وعي الأجيال اللاحقة.
وهكذا كان القلم الذي ألهم الله الناس أن يستخدموه كأداةٍ للكتابة، هو الأداة التي أعطت الإنسانية ثقافتها الواسعة، ومنحتها كل إمكانات التقدم والتطوّر والارتفاع، ولولاها لبقيت المعرفة تحت رحمة الكلمة المسموعة التي تبقى في دائرةٍ ضيقةٍ في نطاق الظروف المحدودة المحيطة بالإنسان، الخاضعة لحدود الزمان والمكان.
وبذلك كان من الأهمية الكبرى بحيث يكون في المستوى الذي يقسم الله به، كما يقسم بالأمور المهمّة من خلقه، في ما أنعم الله على العباد به من نعمه الكثيرة.


فأقسم الله تعالى بالنون و هو الحوت ( و هو حرف مقطع أيضا ) و بالقلم ( ربما يكون هو القلم الذى يخط به فى اللوح المحفوظ و ليس فقط الأقلام التى يستعملها الناس فى حياتهم اليومية سواء فى المصالح الحكومية و الشركات و المحال ، أو فى بيوتهم و مكاتبهم فى مجالات التجارة و أيضا الإبداع الشعرى و الفكرى و الأدبى ، أقسم بالنون و القلم و ما يسطر بالقلم بصفة عامة دون تخصيص ، و بنعمته سبحانه نعمة غير محصورة و لا مخصوصة ، أقسم بذلك كله على أن النبى ليس بمجنون . و هكذا خلدت السورة باسمها أداة الكتابة هذه المتنوعة الأشكال و الأنواع و الأغراض عبر العصور فمنها القلم الرصاص و الجاف و الحبر و الكوبيا و القلم الإلكترونى .. إلخ .
و هي من السور المكية التي تضع في عنوانها القلم والكتابة اللذين أراد الله للإسلام أن يتحرك من خلالهما بين الناس وتوجيههم إلى الانفتاح على المعرفة المقروءة والمكتوبة، ليرتفع مستواهم الثقافي العلمي، ولينطلقوا من خلالهما إلى تعريف العالمين بالقرآن المكتوب، وبالإسلام الذي تتنوّع أغراضه وتمتدّ معارفه في شتى فروع الحياة، وحركة الإنسان فيها، لأن ذلك هو السبيل الذي يُغني تجربة الأمة في فكرها وحركتها واندفاعها نحو المستوى الأعلى في التقدّم والارتفاع.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

خححننحح

جميع الحقوق محفوظة لدى مدونة مستر ابوعلى| إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

تصميم : مستر ابوعلى