أكل الطيبات وتعلقه بالحلال والحرام

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
قواعد في الحلال والحرام :
1 ـ الأصل في الأشياء الإباحة أما في العقائد والعبادات فالأصل فيها الحظر :
أيها الأخوة الكرام، لا زلنا في موضوعٍ متعلقٍ بـ: "سبل الوصول وعلامات القبول" الموضوع "أكل الطيبات".
الأصل في الأشياء الإباحة
ولكن من لوازم هذا الموضوع موضوع الحلال والحرام، ومن خلال النصوص القرآنية والنبوية الصحيحة استنبط بعض العلماء قواعد في الحلال والحرام لابد من الوقوف عندها، لأنها منهجٌ للمؤمن في موضوع الحلال والحرام.
فالقاعدة الأولى: الأصل في الأشياء الإباحة، ولا يحرم شيءٌ إلا بالدليل القطعي الدلالة، والثابت نسباً، هذا في الأشياء، أما في العقائد والعبادات فالأصل فيها الحظر، ولا تشرع عبادةٌ إلا بالدليل القطعي والثابت، عندنا عقائد وعبادات الأصل فيها الحظر، وعندنا أشياء الأصل فيها الإباحة، بالأشياء التحريم يحتاج إلى دليل، أما في العبادات فالتشريع يحتاج إلى دليل، لو كان كل مسلم يخترع عبادة انتهى الدين، فالعبادات توقيفية، ولا تشرع عبادةٌ إلا بالدليل القطعي والثابت، هذه قاعدة، طبعاً قال تعالى:
﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾
[ سورة الجاثية الآية: 13]
الكون كله مسخر لهذا الإنسان، إذاً الأصل في الأشياء الإباحة.
(( ما أحل الله في كتابه فهو حلال))
[أخرجه الطبراني والبزار عن أبي الدرداء]
الآن بموضوع الحلال والحرام والعبادات:
(( وما حرم هو حرام وما سكت عنه فهو عفو فاقبلوا من الله عافيته فإن الله لم يكن لينسى شيئاً، ثم تلا: { وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } ))
[أخرجه الطبراني والبزار عن أبي الدرداء]
﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً ﴾
[ سورة مريم الآية: 64 ]
هذه القاعدة الأولى مهمة جداً، الأصل في الأشياء الإباحة ولا يحرم شيءٌ إلا بالدليل القطعي والثابت، والأصل في العقائد والعبادات الحظر ولا تشرع عبادةٌ إلا بالدليل القطعي والثابت هذه قاعدة.
2 ـ التحليل والتحريم من شأن الله وحده :
القاعدة الثانية: التحليل والتحريم من شأن الله وحده، غير مسموحٍ لأي إنسانٍ كائنٍ من كان أن يقول لك: هذا حلال وهذا حرام، التحليل والتحريم من شأن الله وحده، ونحن لا يوجد عندنا بالعالم الإسلامي إنسان كلامه دليل، إلا أن كلامه يحتاج إلى دليل، أما النبي وحده فكلامه سنة، وفعله سنة، وإقراره سنة، بحياة المسلمين إنسان واحد هو رسول الله كلامه دليل، أي إنسان آخر يحتاج كلامه إلى دليل، هذه قاعدة ثانية: التحليل والتحريم من حق الله وحده.
﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ﴾
[ سورة الشورى الآية: 21 ]
﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ﴾
[ سورة النحل الآية: 116 ]
فالتحليل والتحريم من شأن الله وحده، غير مسموحٍ لإنسان أن يقول: هذا حلال وهذا حرام بلا دليل، كان بعض العلماء الكبار إن سُئل عن شيء يقول: لا أرتاح له لا أفعله فقط، أما حلال و حرام فهذا تألي على الله.
3 ـ تحليل الحرام وتحريم الحلال من أكبر الكبائر :
أيها الأخوة، القاعدة الثالثة: تحليل الحرام وتحريم الحلال من أكبر الكبائر، بل إن تحريم الحلال ليس أقل إثماً من تحليل الحرام، يقول الله عز وجل فيما يرويه النبي عن ربه:
(( إني خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ ))
حنفاء أي مائلون بفطرتهم إلى الشرع، الفطرة متوافقة مع الشرع.
(( إني خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كلّهم . وإنهم أَتَتْهُمُ الشياطين فاجْتَالَتْهم عن دينهم ))
[أخرجه مسلم عن عياض بن حمار]
أي استخفت بهم، فجالوا معها في الحلال والحرام، الآن إنسان عادي جداً يقول لك: حرام، حلال، لست مقتنعاً أنه حرام، من أنت؟ 
يقولون هذا عندنا غير جائز فمن أنتمُ حتى يكون لكم عندُ؟
***
(( وإني خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كلّهم، وإنهم أَتَتْهُمُ الشياطين فاجْتَالَتْهم ))
أي استخفت بهم، فجالوا معها، جالوا تجولوا معها في الحلال والحرام وقالوا: هذا حلال بزعمهم، وهذا حرام بزعمهم.
(( وحرمت عليهم ما أَحللتُ لهم . وأمرْتَهُم أن يُشرِكوا بي ما لم أُنَزِّلْ به سُلطانا ))
[أخرجه مسلم عن عياض بن حمار]
الآن هناك فئة من الناس متشددون، يحرمون الحلال، لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( هَلَكَ المُتَنَطِّعُون ))
[أخرجه مسلم وأبو داود عن عبد الله بن مسعود]
المتنطع هو المتعمق، المغالي في الكلام، هو مرتاح يقول لك: حرام، أين الدليل؟ يا أخي الكريم عود نفسك ألا تقبل شيئاً إلا بالدليل، ألا تقبل تحريماً إلا بالدليل، وألا تقبل إباحةً إلا بالدليل، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء.
4 ـ الحلال تطيب به النفس والحرام تخبث به النفس :
إذاً: الأصل في الأشياء الإباحة والأصل في العبادات الحظر، والتحليل والتحريم من حق الله وحده، وتحليل الحرام من أكبر الكبائر، كما أن تحريم الحلال من أكبر الكبائر، ويقترن بالشرك. 
أخواننا الكرام، الحلال طيب تطيب به النفس، والحرام خبيث تخبث به النفس، هذا ينقلنا إلى أن هناك علاقةً علميةً بين الحلال ونتائجه، وبين الحرام ونتائجه، الحلال طيب تطيب نفسك به، إنسان اشتهى المرأة قام وتزوج، زوجة صالحة، طاهرة، عفيفة، أنجبت له أولاداً، ملأت حياته فرحاً، هذا الزواج كلما تقدم في السن صار هناك مراحل أخرى، صار جد والجد له مكانة كبيرة، المرأة أصبحت أماً، أصبحت جدة، أي هناك مستقبل للحلال، ولا يوجد مستقبل للحرام، الحرام خبيث تخبث به النفس، أوضح مثل: خاطب لابنتك تتم الموافقة عليه، يعقد العقد الشرعي، يسهر عندكم للساعة الثانية ليلاً، لا أحد يتكلم كلمة، أما لو أن فتاة كلمها شاب لا تعرفه، ومشت معه في الطريق، ورآها أبوها كأنها وقعت في فضيحة، الحلال مقبول والحرام مرفوض، الحلال تطيب به النفس والحرام تخبث به النفس، طبعاً الدليل:
﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ﴾
[ سورة الأعراف الآية: 157 ]
وهذا دليل عام، أي شيء ثبت أنه خبيث فهو حرام بالدليل العام.
5 ـ في الحلال ما يغني عن الحرام :
أيها الأخوة، هناك قاعدة أخرى: في الحلال ما يغني عن الحرام، أي شيءٍ حرمه الله عز وجل أحلّ مقابله شيئا آخر، الله عز وجل حرم الاستقسام بالأزلام - وسيلة بدائية لأن تختار هذا الشيء وهذا الشيء- عوضهم عن الاستقسام بالأزلام بدعاء الاستخارة، الاستقسام بالأزلام محرم يقابله دعاء الاستخارة، حرم عليهم الربا عوضهم عنها بالتجارة الرابحة والبيع الحلال، حرم عليهم القمار و جعل بدلاً منها المسابقة في الدين، حرم عليهم الحرير و استعاض عنها بالملابس الفاخرة، حرم عليهم الزنا و استعاض عنها بالزواج الحلال، حرم عليهم شرب المسكرات عوضهم بالأشربة اللذيذة، حرم عليهم الخبائث من المطعومات و استعاض عنها بالمطاعم الطيبات، ما من شيءٍ حرمه الله إلا له بديل.
الآن التأمين حرام لكن التأمين التعاوني حلال، أنت بالتأمين التعاوني شريك في هذه المؤسسة، أربع سنوات لم يحدث معك أي حادث يقتضي أن تأخذ تعويضاً، لكن مالك محفوظٌ لك، ولك أن تربح منه، أي لا يوجد شيء حرام إلا ويقابله شيء حلال، حرمان بالإسلام لا يوجد لكن هناك تنظيماً.
6 ـ ما أدى إلى حرام فهو حرام :
أيها الأخوة، النقطة الدقيقة في القاعدة السادسة: ما أدى إلى حرام فهو حرام، الزنا محرم، إطلاق البصر محرم، مقدمات الزنا محرمة، التبرج الجاهلي محرم، الخلوة بامرأةٍ لا تحل لك محرمة، الاختلاط العابث محرم، الصور الفاضحة محرمة، الأدب المكشوف محرم، المواقع الإباحية بالإنترنت محرمة، القصص الماجنة محرمة، الفضائيات التي يوجد فيها مشاهد مثيرة محرمة، فما أدى إلى حرام فهو حرام، نحن عندنا قاعدة مذهلة: 
الأهداف النبيلة بوسائل نبيلة
الأهداف النبيلة لها وسائل نبيلة، الوسائل من جنس الهدف، لا يوجد هدف نبيل وسائله خبيثة أبداً، لا يوجد يانصيب خيري، ولا حفلة غنائية كبرى يرصد ريعها للأيتام، لا تصح، الأهداف النبيلة لابد لها من وسائل نبيلة، الأهداف الشريفة لها وسائل شريفة، في الإسلام الوسيلة من جنس الهدف، إذاً ما أدى إلى حرام فهو حرام.
هناك نقطة ثانية: الحرام تتسع دائرته لا لتبقى عند فاعل الحرام بل لتشمل كل من شارك فيه، ملهى ليلي كل ما في الملهى معاصي وآثام، الذي ركب الكهرباء آثم، والذي دهن البناء آثم، والذي زين البناء آثم، كل من شارك في هذا الملهى آثم، فإثم الحرام لا يقتصر على فاعله المباشر بل تتسع الدائرة لتشمل كل من شارك بجهدٍ ماديٍ أو أدبي، أي من أعان ظالماً ولو بشطر كلمة، أنت عند موظف خطير يريد أن يوقع الأذى بإنسان، قال لك: معي الحق، قلت له: طبعاً شاركته في الإثم.
(( مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ))
[أخرجه ابن ماجه عن أبي هريرة]
لذلك من أين أُخذ هذا؟ في الخمر:
(( لعن الخمر وعاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه ))
[أخرجه الحاكم عن عبد الله بن عباس]
يمكن أن نضيف شيئاً الآن؟ والمعلن عنها، مؤسسة إعلانية، تعلن عن نشاط ملهى ليلي مثلاً، هذا الإعلان آثم، تتسع دائرة الحرام حتى تشمل كل من شارك في هذا الحرام، وهذا معنى قوله تعالى:
﴿ مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا ﴾
[ سورة النساء الآية: 85 ]
هذه القواعد ليست من بنات أفكار العلماء، هذه القواعد مستنبطة من نصوص كثيرة، آيات وأحاديث صحيحة متعلقة بالحلال والحرام.
7 ـ التحايل على الحرام حرام :
أخواننا الكرام، قاعدة أخرى: التحايل على الحرام حرام، آتي بسجادة من محل بيع السجاد، يأتي إنسان بكم هذه السجادة؟ يقول له: هذه بعشرة آلاف، يشتريها ديناً، نكتب في الدفتر مبيع السجادة لفلان بعشرة آلاف، اشتراها ديناً بعشرة آلاف، الآن يقول هذا الشاري: أتشتريها مني بثمانية آلاف نقداً؟ قال له: موافق أعطاه الثمانية آلاف، الذي حصل أن إنساناً أخذ ثمانية آلاف يجب أن يؤدي بعد شهرين عشرة آلاف، هذا الربا بعينه، أما الصورة بيع وشراء، بيع العينة حرام، هو ربا بشكل بيع وشراء، ببلاد سجادة، ببلاد كيس رز، يشتري الإنسان كيس الرز بخمسة آلاف ديناً، يبيعه للبائع بأربعة آلاف نقداً، أي اقترض أربعة آلاف سددها خمسة آلاف عن طريق شراء كيس رز.
التحايل على الحرام
لذلك التحايل على الحرام حرام، وهذا موضوع ينقلنا إلى الحيل، الذي يحتال على الله كأن الله لا يعلم، مثلاً يريد أن يسكن مع امرأة أخيه، يحضر طفلة صغيرة من الحي ترضعها امرأة الأخ تصبح أمها من الرضاعة، يعقد قرانه على هذه الطفلة التي عمرها سنتين أو شهرين، تصبح هي حماته، يُطلّق الصغيرة، تصبح حماته على التأبيد، فيسكن معها دائماً، هذه الحيل لا تنطلي على طفل، هناك أساليب لا تعد ولا تحصى في الحيل، أنت بهذه الحيلة لا تعرف الله أبداً، فالتحايل على الحرام حرام، أحياناً يتغير الاسم، بدل فائدة عائدة تبقى فائدة، هناك أشياء محرمة قطعاً تعطى أسماء أخرى وكأن هذا الاسم إذا تغير تغير طبيعة الشيء.
8 ـ النية الحسنة لا تبرر الحرام :
الآن القاعدة الثامنة: النية الحسنة لا تبرر الحرام، لا يوجد حرام بنية حسنة، طبعاً الإسلام يقدر الباعث الكريم، والقصد الشريف، والنية الطيبة في التشريعات.
(( إِنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عمر بن الخطاب]
بالنية الطيبة تصبح المباحات والعادات طاعات وعبادات، أنت إذا اشتريت ثياباً بنية أن تظهر بمظهر لائق، أنت مؤمن لك خصوم، أنت حينما تشتري ثياباً بنية أن تظهر بمظهر لائق صار عملاً صالحاً، حينما تأخذ أهلك إلى نزهة بنية أن تمتن العلاقة بينك وبين أولادك عمل صالح، عادات المؤمن عبادات بالنية الطيبة، وعبادات المنافق سيئات بالنية الخبيثة، هذا شيء ثابت، لكن كما قال عليه الصلاة والسلام:
(( ومن طلب الدنيا حلالاً استعفافاً عن المسألة وسعياً على أهله، وتعطفاً على جاره ، لقي الله عز وجل ووجهه مثل القمر ليلة البدر))
[شعب الإيمان عن أبي هريرة]
أنت تعمل عملاً يومياً، بائع، موظف، طبيب، أنت حينما تنوي خدمة المسلمين بطبك أصبحت حرفتك عبادة، حينما تنوي نفع المسلمين بتجارتك تقدم لهم بضائع جيدة بسعر معتدل بمعاملة طيبة، وأنت في محلك التجاري في عبادة، بل إن العمل المهني، العمل الذي ترتزق منه، إذا كان في الأصل مشروعاً، وسلكت به الطرق المشروعة، وابتغيت منه كفاية نفسك وأهلك ولم يشغلك عن طاعةٍ، ولا عن واجبٍ ديني، انقلب إلى عبادة، ماذا تقولون؟ كل إنسان إذا ابتغى بعمله خدمة المسلمين انقلب عمله إلى عبادة.
9 ـ اتقاء الشبهات أولى :
أيها الأخوة، عندنا قاعدة أخرى اتقاء الشبهات أولى، أي درء المفاسد مقدمٌ على جلب المنافع، اتقاء الشبهات أولى.
(( إنّ الحلال بيِّن، وإن الحرام بيِّن ))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن النعمان بن بشير]
الزنا حرام، السرقة حرام، وأن تشتري طعاماً بمالٍ حلال تأكله مع أهلك هذا حلال، فالحلال الصرف واضح كالشمس، والحرام الصرف واضح كالشمس، لكن:
(( وبينها أمور مشتبهات ))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن النعمان بن بشير]
أي هذا الأمر يشبه الحلال من جهة والحرام من جهة، هذه:
(( أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن النعمان بن بشير]
الآن:
(( فمن اتقى الشبهات ، استبرأ لدينه وعِرْضهِ ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يَوشك أن يرتَعَ فيه ، ألا ولكِّ ملك حمى، إلا وإنّ حمى الله محارمُه ))
[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن النعمان بن بشير]
10 ـ الحرام حرام على الجميع :
لااستثناء في الحرام
أخواننا الكرام، الحرام حرام على الجميع، نحن لا يوجد عندنا استثناءات بالدين، لا يوجد حرام على فئة وحلال لفئة، لا يوجد شيء ممنوع على فئة ومسموح لفئة، لا يوجد شيء مباح لفئة ومحرم على فئة، الحرام حرامٌ على الجميع، فالإسلام فيه عدل مطلق، السرقة حرام سواء أكان السارق ينتمي إلى المسلمين أو لا ينتمي، سواء أكان المسروق ينتمي إلى المسلمين أو لا ينتمي، هذا كافر، من قال لك إن ماله حلال لك؟ من قال لك؟ أنا لي رأي خاص: الحرمة أشد، إنك إن أسأت إلى كافر، أو أكلت ماله، يتهم الإسلام كله، الجزاء لازم للسارق أياً كان نسبه:
(( إنما هلك الذين من قبلكم أنه كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو كانت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها ))
[ أخرجه الطبراني عن أم سلمة أم المؤمنين]
الحرام على الجميع.
11 ـ ضابط الكسب الحلال :
لكن آخر شيء في هذا اللقاء الطيب: عندنا ضابط، قاعدة تجمع كل الحرام، وقاعدة أخرى تجمع كل الحلال، الحلال منفعةٌ بنيت على منفعة، أما الحرام فمنفعةٌ بنيت على مضرة، لو جمعت كل أنواع الحرام؛ يانصيب، سرقة، احتيال، غش، تدليس، أي المحرمات في البيع لا تعد ولا تحصى، لو جمعت كل المحرمات في البيع والشراء لا تزيد عن أن منفعةً بنيت على مضرة، ولو جمعت كل أنواع الحلال لا تزيد عن أن منفعةً بنيت على منفعة، هذه محور الأصل في الحلال أن منفعةً تبنى على منفعة أي منافع متبادلة، والحرام منفعة بنيت على مضرة. 
أيها الأخوة الكرام، موضوع الحلال والحرام مهم جداً لأنه قوام حياتنا، لأنه قوام طريقنا إلى الله، لأنه ما من موضوعٍ أشد لصوقاً بسبل الوصول وعلامات القبول من موضوع الحلال والحرام.
والحمد لله رب العالمين
المصدر
http://info-islamweb.mountada.net/t4146-topic

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لدى مدونة مستر ابوعلى| إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

تصميم : مستر ابوعلى