الجزءالرابع
الموضوع :
آيات القرآن التي أسندت الحكم و السلطة للأمة الإسلامية في دارالإسلام.
الآيات التي أمرت بالجهاد بالمال و النفس للدفاع عن دين الله تعالى الإسلام و مقاومة ظلم الحكام و أولي الأمر نزلت على الرسول عليه الصلاة و السلام الذي بلغها للناس و فهمها فيستحيل جدا أن ينطق أو يفعل ما يخالف القرآن و قد أمره تعالى باتباعه . ألم يبلغ لنا النساء 75 التي أمرت بمقاتلة الحكام الظالمين؟ بل أراد أعداء الإسلام فرض سيطرة الحكام و استبدادهم و ظلمهم على المستضعفين و فرض استسلام هؤلاء للأمر الواقع و ذلك بانتظار من ينقذهم. لهذا لا تقبلوا أيها المؤمنون أي حديث إذا كان مخالفا لنص في القرآن مهما كان الذي رواه و ذكره. إن ظلم الحكام و أولي الأمر في دار الإسلام انتهاك لحدود الله تعالى و أحكامه المحددة في القرآن و من يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لقوله تعالى في الطلاق 1 « ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ». لهذا يجب على الأمة الإسلامية أو المجلس الممثل لها عزلهم و معاقبتهم و فرض تطبيق القرآن. و إذا لم يقم المؤمنون بهذا الواجب الذي فرضه الله تعالى فإنهم يتعرضون لعقاب الله و عذابه في الدنيا و الآخرة. و سأبين الآيات المؤكدة لهذا العقاب، و منها : الله تبارك و تعالى قادر على التصرف مباشرة أو بواسطة جنوده من الملائكة و الجن، بل إنه قادر على أن يسلط الظالمين على بعضهم البعض و يتصرف في النفس البشرية خيرا أم شرا لكنه لا يظلم أحدا أبدا. و الدليل الحاقة 43-47 « تنزيل من رب العالمين. و لو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين. فما منكم من أحد عنه حاجزين » والمائدة 67 « والله يعصمك من الناس » والمائدة 11 « يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم أن يبسطوا إليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم » و آل عمران 160 « إن ينصركم الله فلا غالب لكم و إن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده » وفصلت 53 « سنريهم آياتنا في الآفاق و في أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ». و الأنعام 18 «و هو القاهر فوق عباده و هو الحكيم الخبير ». و البقرة 117 « بديع السموات و الأرض و إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ». و فصلت 15 « أو لم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة » هذه الآيات التي ذكرتها تؤكد كلها قدرة الله تعالى وقضاءه المطلق العادل لفعل ما يريد في الكون كله وما فيه. و فعلا هناك أدلة كثيرة أكدت تصرف الله تعالى لمعاقبة الظالمين و حماية المظلومين. و هي كثيرة و لكن أعطي أمثلة عنها فقط. هناك حماية الله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام من ظلم الكفار عندما قرروا إحراقه في النار لقوله تعالى في الأنبياء 68-70 « قالوا حرقوه و انصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين قلنا يا نار كوني بردا و سلاما على إبراهيم و أرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ». و هناك عصى موسى التي تحولت بقدرة الله تعالى إلى ثعبان لتأييد المعجزة أمام فرعون و قومه و سحرته لقوله تعالى في الشعراء 43-47 « قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون فألقوا حبالهم و عصيهم و قالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فألقي السحرة ساجدين قالوا آمنا برب العالمين ». و قد حمى الله تعالى موسى و الذين آمنوا معه من فرعون و جنوده. و الدليل البقرة 50 « و إذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم و أغرقنا آل فرعون و أنتم تنظرون ». و حمى الله تعالى الكعبة المشرفة بمكة المكرمة من محاولة تحطيمها قبل بداية نزول القرآن. و الدليل الفيل 1-5 « ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل و أرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل فجعلهم كعصف مأكول ». بل عاقب الله تعالى قوم نوح بفيضان الماء والدليل الأعراف 83-84 « فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين ». و قوم عاد بالريح القوية والدليل الذاريات 41-42 « وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيئ أتت عليه إلا جعلته كالرميم ». و قد يعاقب الله تعالى المؤمنين إذا لم يعزلوا الحكام و أولي الأمر الظالمين و لم يفرضوا تطبيق القرآن بدار الإسلام بحرمانهم من الرزق و ابتلائهم بالأمراض و الكوارث و المصائب والفيضانات والزلازل والعواصف والبرد الثديد لقوله تعالى في النور 43 « وينزل من السماء من جبال فيها من برد فيصيب به من يشاء ويصرفه عن من يشاء » بالاضافة لعذاب جهنم في الآخرة. فلا يختلف احد من العلماء المختصين في كل المجالات الطبية و الفيزيائية و الكيميائية و علوم الحياة و علوم القرآن بخصوص مسالة اساسية و هي ان الهواء و الطعام بما فيه الماء هما مصدر الحياة و طاقة كل حركة للإنسان و كل المخلوقات الحية الأخرى. و الهواء و الماء من خلق الله تعالى وحده و هو المتصرف فيه وحده. هل يستطيع أحد غير الله تعالى إنزال الماء في حالة الجفاف القاتل وهل يستطيع أحد غيره عز وجل إيقاف نزول المطر في حالة الفيضانات القاتلة المدمرة. إن الله تعالى هو وحده القادر على ذلك وهذه الحقيقة المطلقة من الآيات الدالة على وجوده تعالى و على صدق قرآنه الحكيم. لو منع الله تعالى الماء أو الهواء عن الناس يموتون حتما. و الدليل آيات كثيرة منها سبأ 24 « قل من يرزقكم من السموات و الأرض قل الله ». و البقرة 22 « و أنزل من السماء ماءا فأخرج به من الثمرات رزقا لكم ».والأعراف 57 « وهو الذي يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته حتى إذا أقلت سحابا ثقالا سقناه لبلد ميت فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات ». والروم 48 « الله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون ». و الملك 21 « أمن هذا الذي يرزقكم إن أمسك رزقه بل لجوا في عتو ونفور ». والجاثية 5 « وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها و تصريف الرياح آيات لقوم يعقلون ». فكل ما ينبت في الأرض أصله من خزائن الله في السماوات ولا ينمو إلا بالماء الذي خلقه وينزله الله تعالى لقوله في عدة آيات منها الحج 5 « وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ». والحج 63 « ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة إن الله لطيف خبير ». فتذكر أيها الكافر و المنافق و الفاسق أنك تتحرك و تحيى بفضل و نعم و إحسان من كفرت به و نافقته و فسقت عن أمره المحدد في القرآن و هو الله تعالى الذي خلقك و روحك منه إذا شاء أمسكها منك في آية لحظة فتكون جثة هامدة ثم يحييك مرة أخرى للبعث و الحساب و لتذوق عذاب جهنم الأبدي في الآخرة. و من هذه الآيات الواقعة 68-70 « أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون. لو نشاء جعلناه أجاجا فلولا تشكرون ». و المؤمنون 18 « وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض و إنا على ذهاب به لقادرون ». و الشورى 33 « إن يشأ يسكن الريح » والنمل 63 «ومن يرسل الرياح بشرى بين يدي رحمته أإله مع الله تعالى الله عما يشركون». الله تعالى يتحكم في الهواء و الماء بل قادر على إتلاف محصول الإنتاج بعد نضجه عقابا أو ابتلاء و الدليل البقرة 266 « أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل و أعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات و أصابه الكبر و له ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ». و الكهف 44-42 « و أحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها و هي خاوية على عروشها و يقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا و لم تكن له فئة ينصرونه من دون الله و ما كان منتصرا هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا و خير عقبا ». و الروم 51 « و لئن أرسلنا ريحا فرأوه مصفرا لظلوا من بعده يكفرون » و الأحقاف 24-25 « ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيئ بأمر ربها » والرعد 13 «ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء» والحاقة 6-8 «وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية» و الزمر 21 « ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب ». و الكهف 45 « و اضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح و كان الله على كل شيء مقتدرا ». و يونس 24 « إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس و الأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ». و القلم 17-20 « إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين و لا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك و هم نائمون فأصبحت كالصريم ». و الأنعام 44 « فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ». فالأحكام الشرعية المستنبطة من هذه الآيات التي ذكرتها تؤكد أن الله تعالى قادر على معاقبة المؤمنين إذا لم يعزلوا الحكام و أولي الأمر الظالمين و لم يفرضوا تطبيق القرآن بدار الإسلام. و ذلك إما بالتصرف مباشرة في أجسادهم كما يشاء أو منعهم من الهواء و الماء أو إتلاف مصادر الطعام و هي مصدر طاقة الجسم و الحركة و الحياة. فلا تغتروا أيها المؤمنون بمتاع الدنيا و الطمع و إغراءات الحكام أو تخويفهم بل اتقوا الله تعالى و استمروا في صدقكم و استقامتكم و طاعتكم و عبادتكم لله تعالى مهما كانت الظروف المحيطة بكم. و اعملوا بجد في الحلال لمتاع الدنيا و لتليبة حاجياتكم المشروعة في إطار الالتزام بالقرآن و حدود الله تعالى قولا و عملا سرا و علانية. و الله تعالى قادر على حمايتكم إن كنتم مؤمنين صادقين لقوله تعالى في الروم 47 «وكان حقا علينا نصر المؤمنين». وأذكركم بآل عمران 175 والتوبة 13 .
ولا يمكن الاعتذار بجهل حدود الله تعالى و أحكام القرآن و منها التي تأمر بفرض تطبيق القرآن و عزل الحكام و أولي الأمر الظالمين لأن الله تعالى أقام الحجة على الناس برسوله محمد بن عبد الله عليه و على كل الرسل صلاة الله و سلامه و بالقرآن الذي بلغه لهم و الذي توجد الملايين من نسخه موزعة في كل أنحاء العالم. و الأدلة عن عدم قبول الله الإدعاء بعدم فهم القرآن أو عدم التبلغ به منها غافر 52 « يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الدار ». و التحريم 7 « لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما كنتم تعملون ». و الأنعام 27-30 « و لو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد و لا نكذب بآيات ربنا و نكون من المؤمنين بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل و لو ردوا لعادوا لما نهوا عنه و إنهم لكاذبون » وفاطر 37 «وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير». و الزمر 56-59 « أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله و إن كنت لمن الخاسرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها و استكبرت و كنت من الكافرين ». و غافر 84-85 « فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده و خسر هنالك الكافرون ». والأنعام 158 « هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ». و الأعراف 53 « هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله، يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون » من خلال هذه الآيات القرآنية يتأكد حكم شرعي أساسي و هو إن من لم يؤمن في الدنيا و لم يعمل بأحكام القرآن و منها فرض تطبيق القرآن في دار الإسلام و عزل الحكام و أولي الأمر الظالمين لا تنفعه معذرته يوم البعث و الحساب و لا تعفيه من عذاب الله تعالى في الدنيا و الآخرة. و لا يمكن لأي إنسان الإدعاء بأن الله تعالى لم يستجب لدعائه و لم يهده إلى الصراط المستقيم و الإيمان و التقوى. فقد أكد الله تعالى في آيات كثيرة بأن الإنسان هو الذي يقرر في نفسه الكفر أو الإيمان و الإلتزام بالقرآن أو الإعراض عنه لقوله تعالى في سورة الكهف 29 « فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر » فتدبروا إخواني القراء و الباحثين و الدعاة المحترمين إدعاء الكفار يوم الحساب في الزمر 57 « أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين ». و جواب الله تعالى في الزمر 59 « بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها و استكبرت و كنت من الكافرين ». إن قدرة الله تعالى على فعل ما يشاء مطلقة و عادلة. فإذا أراد أن يجعل كل الناس مؤمنين صالحين متقين فهو قادر على ذلك. و لكنه قرر سبحانه و تعالى في سنته في الكون ترك مسألة الهداية و الإيمان للإنسان في إطار الإبتلاء و الإمتحان في الدنيا. و الأدلة كثيرة منها : السجدة 13 « و لو شئنا لآتينا كل نفس هداها و لكن حق القول مني لأملان جهنم من الجنة و الناس أجمعين ». و فصلت 40 « اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير ». و يونس 99 « و لو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا ». و الله تعالى أمر الذين لا يفهمون القرآن بأن يتعلموا أحكامه و يتلقوا تفسيره و شرحه من علماء الإسلام و المختصين في علوم القرآن و الدراسات الإسلامية بشرط أن لا يكونوا منافقين بل صادقين و متقين. و الدليل النحل 43 « فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ». كما أن الله تعالى قد فرض واجبا مهما على أهل الذكر بأن يبينوا المعرفة القرآنية لمن يجهلها. و الدليل البقرة 159 و 174 المذكورتين سابقا.
لهذا فإن من أهم فرائض الإسلام التي فرضها الله تعالى على الأمة الإسلامية و كافة المؤمنين فرض تطبيق القرآن في دار الإسلام و منه واجب ممارسة الأمة أو مجلسها الممثل لها للسلطة و الحكم و تولية أو انتخاب الحكام و أولي الأمر و عزلهم إذا ظلموا و خالفوا القوانين و القرارات التي يتخدها مجلس الأمة الإسلامية. فكل المؤمنين مسؤولون أمام الله تعالى عن فرض تطبيق القرآن و الالتزام بأحكامه قولا و عملا سرا و علانية و لا يعذر أحد عن جهله حدود الله تعالى إذا تبلغ بها لقوله تعالى في النساء 65 « رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ».
خاتمة البحث :
لقد بينت الأدلة و البراهين التي استنبطتها من آيات القرآن و التي تدل حقا على أن الأمة الإسلامية المكونة من المؤمنين الصالحين في دار الإسلام هي التي فوض إليها الله تعالى بعد الرسول الحكم و السلطة لتقوم بواجب فرض تطبيق القرآن في البلدان الإسلامية و الحكم بين الناس بما أنزل فيه الله عز و جل. و الأمة الإسلامية تتحمل مسؤولية كبرى أمام الله تعالى. لهذا من الواجب عليها تولية و انتخاب الحكام و أولي الأمر المؤمنين الصالحين المؤهلين لممارسة الحكم والسلطة في دار الإسلام تحت مراقبتها. ويجب على المؤمنين أو المجلس الذي يمثلهم عزل و معاقبة كل من أخل منهم بواجبه و مسؤوليته. و لكن الواقع و التاريخ أكدا بأن الأمة الإسلامية بدار الإسلام متفرقة و لا تمارس الحكم و السلطة كما أراد الله تعالى نظرا لتخلي كثير من المسلمين عن دينهم الحق الإسلام و ضعف إيمان آخرين. لهذا يجب على أهل الذكر و العلماء و الدعاة و الباحثين المسلمين بدل كل الجهود الجبارة لنشر معرفة و ثقافة الإسلام بشرط استبعاد كل الأحاديث المنسوبة للسنة النبوية إذا كانت مخالفة للقرآن. و تبليغ القرآن للناس في دار الإسلام أولا و خارجها ثانيا و تقوية الوازع الديني و الإيمان الصادق في النفوس و توحيد صفوف المسلمين بناء على رابطة الأخوة الدينية الصحيحة الإسلامية التي أمر بها الله تعالى في القرآن. فهذه الإجراءات ضرورية لتكوين الأمة الإسلامية و توحيدها بدار الإسلام لتتمكن من ممارسة الحكم و السلطة و لتقوم بالواجبات التي فرضها عليها الله تعالى. لهذا يجب بذل كل الجهود حتى تتوحد صفوف جميع المسلمين ويتعاونوا بكل الوسائل الممكنة لتحقيق هذه الغاية النبيلة. و الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا. و الحمدلله رب العالمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق